معاناة متابع "حِشَري" في زمن الثورات

الجيش السوري يقتحم مدينة حماة والبو كمال ودير الزور , والمشهد كما اتابعه في "القنوات المغرضة" كما يسميها "نظام بشار" يبدو كحرب حقيقيه , وكما تعودت منذ الثورة التونسية فانا اتابع "القنوات المغرضة" وبنفس الوقت اتابع القنوات الحكومية لهذه البلدان المنكوبة اثناء الازمة وبعد ان اخذت جرعة صباحية لا باس بها من العنف حاولت ان استطلع عن صحة الاخبار القادمة من سوريا فحولت الى القناة الرسمية السورية فوجدت ان كل ما يقال عن الاحداث هو ليس حقيقي بل وان القناة تنقل برنامج عن" مشروع الغاء الدوام النصفي في المدارس" .
امنت بالله وعدت مرة ثانية الى متابعة" المغرظين" وقنواتهم لكي اروي فضولي في متابعة الاحداث , وانتظرت راس الساعة لكي اعود الى القناة السورية لاتابع نشرة الاخبار علني اجد جوابا رسميا من قناة رسمية ,وحانت راس الساعة فكانت نشرة الاخبار تحمل الاخبار التالية وبالترتيب, الخبر الاول "تهنئة القاضي الشرعي للديار السورية للدكتور بشار الاسد بمناسبة حلول شهر رمضان رمضان الذي سيهل يوم الاثنين" واستعراض اسماء عدد من المسئولين المهنئين , ولا اعلم هل ان التهنئة هي بمناسبة دخول الثورة السورية شهرها الخامس ام بدخول الجيش السوري الى عدد من المدن السورية ,محرزا نصرا كبيرا على الشعب .
اما الخبر الثاني "عدد من المواطنيين الفلسطينين يصابون بجروج ببلدة سلوان وعناصر من جيش الاحتلال بعد ان داهمت البلدة اطلقت الغاز المسيل للدموع " شر البلية ما يضحك , فبعد ان فشل النضام في قمع التضاهرات وسقطت كافة اوراقه التي لعبها مثل "المسلحين" "والمخربين ""والتدخلات الخارجية" ومحاولاته في تصدير الازمة الى الخارج , فكانت النتيجة ان خبر جرح خمسة فلسطينين اهم من مقتل العشرات السوريين بالنسبة للنظام الذي استطاع ان يرفع علم سوريا بطول الالاف الامتار في مدينة دمشق وعجز عن رفع علم بطول متر واحد في الجولان .
الخبر الثالث " جدد العقيد معمر القذافي وعوده بان مسعاه في القضاء على النضام هو محض هباء" هذا الخبر يبوا وكانه رساله موجهه من النظام وتذكير للثوارالسوريين ان الثورة الليبية ادت الى حرب اهلية وهذا ما يمكن ان يتكرر , وان الموضوع ليس حكرا على القذافي .
الخبر الرابع " حلف الناتو بعلن مقتل احد جنوده في افغانستان في اقليم هلمند " وهذا ايضا تذكير ولكن ليس للسوريين بل الى الاوربيين وحلف الناتو تحديدا وتذكيره ,بالمازق الذي لازال يعانية في افغانستان , وخطورة اللعب بالنار ومحاولة التدخل في سوريا حتى لو كان من خلال قرار يتم فيه ادانة النظام السوري في مجلس الامن .
ثم ختمت المذيعة النشرة بعبارة "هذا كل شيئ شكرا للمتابعه " وكأنها تقول لي يكفي هالحشرية يا ابن" ........ " ليس لدينا شئيا لنقولة لك افهم بقى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق