فهذا هو ما توفره شبكة الانترنت " الفيروسية" التي تتميز بالآنية وبالسرعة في نقل المعلومات تجعلها الوسيلة الأفضل للتواصل , أضف إلى ذلك سهولة الاستخدام لهذا الوسائل فهي لاتتطلب أن يتمتع المستخدم بقدر عالي من الخبرات التقنية أو اختصاص في البرمجة المعلوماتية , إذ يكفيك أن تتصل عبر الكمبيوتر أو عبر الهاتف المحمول كي تضع مالديك من محتويات على شبكة الانترنيت .
المراقب للاحتجاجات الأخيرة في مصر لا بد له أن يربطها بما جرى في تونس و ثورتها الياسمينية خاصة من ناحية دور شبكة الانترنت في ظل الرقابة و التعتيم الإعلامي الذي تعمدت انضمتها الدكتاتورية قطعها عن الجماهير .وقبلها كانت الاحتجاجات في إيران ودور هذه المواقع في فضح ممارسات العنف التي تعرض لها المتظاهرين الإيرانيين .
دور الانترنت في تغير مفاهيم الناس خاصة في الدول المنغلقة على نفسها يأتي من خلال حملات التوعية التي يقوم بها النشطاء للتعريف بحقوق الإنسان و بحقوق" المواطن" السياسية. و في مصر كان لمواقع التواصل الاجتماعي و بالتحديد لموقع "فيس بوك" و لخدمة "تويتر" الدور الأكبر في تنظيم النشطاء و في نقل نبض الشارع و نقل وقائع الأحداث بشكل آني , وهذا مادفع الحكومة المصرية إلى منع "الفيس بوك والتويتر" من ألشبكه العنكبوتية وتلاها تعطيل الشبكة بشكل عام في الأراضي المصرية وتبعها إيقاف للهواتف المحمولة وخدمة الرسائل القصيرة و"البلاك بيري " . في دليل واضح واعتراف من الحكومة ان وسائل الاتصال السريعة كانت هي السبب والمفتاح في حركات الاحتجاج الأخير والدعوة إليها .
الواضح إن الأنظمة الدكتاتورية حول العالم تعاني من تحدي خطير وجديد يهدد بقائها , وهو تهديد بعيد عن متناولها لايمكن إخضاعه أو ادلجته ولا يخضع سوى لما يعانيه الفرد وما يدور في الشارع وما يفكر فيه المواطن البسيط الذي ذاق ذرعا من قمع حرياته, ولم يعد باستطاعة الدكتاتوريات وأنظمتها الشاذة إدارة منظوماتها التي تعمل على خنق المواطن وتقيد حرياته. انه شكل جديد من التحدي لن يكون بإمكان هكذا أنظمة الوقوف بوجهها , إنها ا الثورة إذا يقودها الشباب من خلال "الفيس بوك والتويتر".